كيفية إتباع أسلوب الصيام الرقمي

لماذا يحظى تقليص الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات بأهمية بالغة؟

متى كانت آخر مرة توقفت فيها عن إستخدام التكنولوجيا بصدق؟ ما أيسر أن نقول أكثر مما نفعل، خاصة وأن التكنولوجيا تقوم بأشياء رائعة. فبنقرة إصبع، يمكننا أن نفتح أعيننا على عالم مليء بالمعلومات. كما يمكننا الالتقاء بالآخرين وتبادل الحديث معهم على وسائل التواصل الاجتماعي. ويمكننا أن نشعر كما لو أننا بصحبة أحبابنا، حتى وإن كنا بعيدين عنهم. لكن رغم أن بقاءنا متصلين بالإنترنت قد يضيف قيمة كبيرة لحياتنا، إلا أنه لايزال هناك الكثير مما يمكن اكتسابه من الابتعاد عن التكنولوجيا وضبط التحول إلى الحياة الواقعية بعيدا عن الشاشات. إذ أنه من الضروري أن تمنح عقلك مساحة للتنفس، وهو أمر نود أن نسميه "الصيام الرقمي".

إذا كنت تفكر في التخلص من إدمان التكنولوجيا (على الأقل لفترة قليلة)، فإن كيفية تحديد نظام الصيام الرقمي الخاص بك عائد إليك بالكامل. ونظرًا لاختلاف احتياجات كل منا في التعامل مع ما حوله، فلا يوجد نهج واحد يناسب الجميع. لكننا سنساعدك في معرفة ما يناسبك من خلال النصائح والأساليب الواعية.

لماذا يجب عليّ أن أتبنّى أسلوب الصيام الرقمي؟

من الصعب تخيل الحياة بدون التكنولوجيا. ففي المملكة المتحدة، كشف أحد استطلاعات الرأي أن 50% من المراهقين قالوا إنهم يشعرون بأنهم مدمنين على هواتفهم المحمولة، بينما قال 78% منهم إنهم يتحققون من أجهزتهم الرقمية كل ساعة. 2. بينما توصلت دراسة أخرى أجرتها شركة نيلسن أن متوسط الوقت الذي يقضيه البالغون في الولايات المتحدة على الاستماع إلى وسائل الإعلام أو مشاهدتها أو قراءتها أو التفاعل معها بلغ 11 ساعة يوميًا. 3. كما ارتفع مؤشر الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات تزامنًا مع أزمة كورونا. وقد زاد معدل البث بنسبة 12% على الأقل، وارتفع إستخدام الإنترنت عالميًا بنسبة تراوحت بين 50-70%.4. ومن السهل أن نعلم السبب الذي يجعل كل تفاعل كان يتم بشكل واقعي يتغير ليصبح افتراضيًا فجأة، كالدراسة والاجتماعات ومقابلة الأصدقاء وحضور الاحتفالات أو حتى الحفلات الموسيقية والمسابقات الترفيهية الافتراضية.


إننا نعتز بقدرتنا على قطع أشواط طويلة لمشاركة تلك اللحظات، ولكن من المفهوم أن العديد منا يشعر بالإرهاق في ظل السرعة التي يشهدها العالم الافتراضي. وهناك بعض الأسباب الجيدة التي قد ترغب في قضاء بعض الوقت في قراءتها كي تنقذ نفسك من حصار التكنولوجيا وتنخرط (بالتدريج) وبطء في وتيرة الحياة.

أسباب تعينك على التحرر من عبودية التكنولوجيا

الضغط النفسي

يمتليء عالم الإنترنت بالكثير من الأشياء التي تسرق منك تركيزك وانتباهك. حيث نتصفح شاشات أجهزتنا ثلاث مرات في كل مرةيأتينا فيها إشعار من المحادثة الاجتماعية التي نشترك فيها. ما أصعب تخيّل الحياة بدون تكنولوجيا، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تساهم في توليد الضغط النفسي. كشفت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يستخدمون هواتفهم بشكل أكثر انتظاما يعانون من مستويات أكبر من القلق عند إبعادهم عنها، مقارنة بهؤلاء الذين يقضون وقتا أقل على أجهزتهم. وإذا كان الضغط النفسي يتسبب في إجهادك، فلدينا بعضالنصائح لمساعدتك على التفكير باسترخاء وتركيز.

النوم

إذا كنت تعاني في محاولة للحصول على قسط كافٍ من النوم ليلًا، فكر فيما إذا كانت أنماط نومك تضطرب نتيجة لقضاء وقت أطول أمام الشاشات. تشير الأدلة إلى أن أولئك الذين يتصفحون أجهزتهم قرب وقت النوم كانوا عرضة إلى تجربة نوم أسوأ أو أقل من حيث عدد الساعات. 6. كما أن إستخدامهم لها قد يكون مهما أيضا. تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة بين تصفح وسائل التواصل الاجتماعي على السرير وزيادة احتمال التعرض للقلق والأرق وقصَر مدة النوم.

الضغط النفسي

يمتليء عالم الإنترنت بالكثير من الأشياء التي تسرق منك تركيزك وانتباهك. حيث نتصفح شاشات أجهزتنا ثلاث مرات في كل مرةيأتينا فيها إشعار من المحادثة الاجتماعية التي نشترك فيها. ما أصعب تخيّل الحياة بدون تكنولوجيا، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن التكنولوجيا يمكن أن تساهم في توليد الضغط النفسي. كشفت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين يستخدمون هواتفهم بشكل أكثر انتظاما يعانون من مستويات أكبر من القلق عند إبعادهم عنها، مقارنة بهؤلاء الذين يقضون وقتا أقل على أجهزتهم. وإذا كان الضغط النفسي يتسبب في إجهادك، فلدينا بعضالنصائح لمساعدتك على التفكير باسترخاء وتركيز.

الصورة-الذاتية

عندما تهمّ بقضاء بعض الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، ربما تجد نفسك تقارن حياتك مع حياة أصدقائك وحياة المشاهير وحتى حياة الغرباء. قد نعلم في أعماقنا أن الناس ينشرون الأشياء الجيدة بشكل أساسي، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي تعزز المقارنة المستمرة مع الآخرين، مدعومة بالمقاييس والمتابعين والإعجابات التي يمكن أن تجعلنا نشعر بعدم الكفاءة. استمتع ببعض الوقت خارج هذه الفقاعة للتركيز على ما هو مهم في حياتك، بعيدا عن ضغط المقارنة.

متلازمة فومو

بالتأكيد سمعت عن متلازمة فومو - الخوف من فوات الشيء - وهو الشعور بأنك لا تملك الخبرات والتجارب التي يحظى بها الجميع. ويمكن للاتصال المستمر بوسائل التكنولوجيا أن يغذي هذا الخوف لدينا. قد تكون متلازمة فومو أيضا ممثلة في الرغبة في الاستمرار في التحقق من أجهزتك خوفا من تفويت نص مهم أو رسالة مباشرة أو منشور مهم. إذا كان ذلك يعيق الحاضر، فإن إتباع أسلوب الصيام الرقمي هو أحد الطرق لكسر هذه الدورة. يمكنك وضع حدود دون الانقطاع الكامل عن العالم الرقمي، وتحقيق توازن أفضل يخدمك.

كيفية إتباع أسلوب الصيام الرقمي في الأعياد والإجازات

سواء كنت حريص على الانخراط في أعماق روح الأعياد أو تبحث عن طرق لقضاء مزيد من الوقت الممتع مع الأصدقاء والعائلة، فإن إتباع أسلوب الصيام الرقمي يمكن أن يساعدك على تركيز طاقتك على ما يحدث من حولك. لا سيما وأن الكثير منا كان بعيدا عن أحبابه هذا العام، فإن الابتعاد عن العالم الرقمي يمكن أن يساعدنا حقا على تقدير الوقت الذي نقضيه بصحبة بعضنا البعض.

اجعل التكنولوجيا خادمة لك

ليس عليك أن تقطع علاقتك بالعالم الرقمي تماما. يمكنك تعريف أسلوب الصيام الرقمي الخاص بك بأنه وقت تقضيه كي تصبح أكثر وعيا بتحدياتك الشخصية حول الشاشات وفهم ما قد يساعدك على التغلب عليها. ربما تعتمد على التكنولوجيا بهدف البقاء على اتصال مع الآخرين أو التسوق في إجازة العيد أو تنظيم شيء ما، ولكن يمكنك العثور على طرق لمساعدتك على التعايش مع التكنولوجيا بطريقة أكثر صحية.

كن واقعي

مكنك تحديد معالم أسلوب الصيام الخاص بك بالكامل. بعض الناس سيتمكنون من التخلص من إستخدام التكنولوجيا بالكامل لفترة طويلة من الوقت، ولكن إذا كنت بعيد عن أحبابك في الأعياد، فقد ترغب في إستخدامها في أجزاء معينة من اليوم. ربما يمكنك تجربة أسلوب الصيام الرقمي لفترة قصيرة في وقت يناسبك. أغلق اللابتوب أو سجل الخروج من بريدك الإلكتروني الخاص بالعمل ووسائل التواصل الاجتماعي. حتى لو كان ذلك لقضاء أمسية فقط، استمتع ببعض الوقت بعيدا عن المشتتات الرقمية أو النصوص التي يمكن أن تنتظر حتى الغد.

ضع حدودًا

إذا شعرت بالانزعاج قليلاً بسبب الإشعارات، فإن وضع الحدود يمكن أن يساعدك على تحرير بعض المساحة. يمكنك ترك هاتفك في غرفة منفصلة أو قم بتفعيل وضع الطيران عندما تريد التركيز أو العيش في اللحظة. يمكنك القيام بذلك عندما تستمتع بعشاء العيد مع أحدهم أو تشاهد فيلما، أو تذهب في نزهة طويلة مع أحبابك، أو في الساعات التي تسبق النوم حتى تتمكن من ضمان نوم جيد ليلا.

قم بإطفاء أجهزتك كي تحظى ببعض من العناية الذاتية

حقق أقصى استفادة من إتباع أسلوب الصيام الرقمي الخاص بك وخذ الوقت الكافي للاسترخاء بشكل صحيح مع منتجاتنا المريحة للغاية. استمتع بلحظة من السعادة في حوض الاستحمام مع خليط الاستحمام المعطر أو استمتع بجلسة تدليل بوضع قناع الوجه أو قناعين (إذا رغبت بوضع أقنعة للوجه متعددة فهذا اختيارك بالطبع).


إتباع أسلوب الصيام الرقمي هي أفضل طريقة للتناغم مع نفسك، بدلا من التغذية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي. ما هي أفضل نصائحنا؟ ابتعد عن أي تشتيت رقمي، انطلق وانغمس في جلسة الرعاية الذاتية. هل تريد المزيد من نصائح حب الذات؟ اطلع على دليلنا.

10 نصائح لإتباع أسلوب الصيام الرقمي

1. حاول أن تكون على دراية بوقت التعرض لشاشة الجهاز الخاص بك. يمكنك وضع حدود أو تذكيرات أو حتى إستخدام تطبيقات المراقبة لتحفيزك للقيام بذلك.


2. دع الأصدقاء والعائلة يعرفون حتى يتمكنوا من دعمك أو حتى يدركوا أنه قد يكون هناك تأخير في ردك.


3. قم بإيقاف جميع الإشعارات بنمط اللافتة أو المنبثق أو التنبيهات الصوتية على تطبيقاتك.


4. اجعل غرفة نومك منطقة خالية من التكنولوجيا. يمكنك الاحتفاظ بهاتفك في غرفة أخرى طوال الليل. إذا كنت بحاجة إلى الاستيقاظ في وقت معين، قم برفع مستوى الصوت على المنبه الخاص بك حتى تسمعيه عندما يكون بعيدا، أو فكر في شراء ساعة منبه.


5. اضبط هاتفك على وضع الطيران وقم بتشغيله فقط عندما تحتاج إلى إستخدامه.


6. لا تأخذ هاتفك إلى الحمام. اجعل هذه المنطقة الخالية من التكنولوجيا منتجعك الصحي الخاص للغاية. استخدم تركيزك لضبط الحواس والاستمتاع بنقع طويل في حمام الفقاعات الرغوي أو ضع كريم العناية بالبشرة المفضل لديك.

7. إذا كنت لا تريد مغادرة المنزل بدون هاتفك، يمكنك دائما الاحتفاظ به على مسافة عندما تريد التركيز على أشياء أخرى، مثل أسفل الطاولة إذا كنت في العشاء أو في خزانتك في صالة الألعاب الرياضية.


8. عندما تكون في المنزل، حافظ على وجود هاتفك في مكان مركزي. بدلا من حمله، استهدف أن يكون هذا هو المكان الوحيد للتحقق من هاتفك.


9. قم بتحويل شاشتك إلى الأبيض والأسود. فجأة يصبح إغراء إستخدام الإنترنت أقل جاذبية.


10. نظف وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بك. عند التصفح عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فكر في المنشورات التي تجعلك تشعر بالرضا وأي منها يفعل العكس. إذا كان ما تشاهده يسبب لك الابتعاد عن ثقتك أو إطار عقلك، يمكنك حجبه أو كتمه أو إلغاء متابعته.